
Table of Contents
حالة من الحزن والكآبة على عكس المتوقع تسيطر على بعض الأمهات بعد وضع المولود، وتسيطر على الأم كثير من الأفكار والمشاعر، وقد يصل الأمر إلى إلحاق الأذى بالنفس أو بالرضيع، وتعرف باكتئاب ما بعد الولادة، فما هو سبب هذا الاكتئاب؟ وما هي أعراضه؟ وكيف تستطيع الأم التغلب عليه؟
ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟
هو نوع من أنواع الاكتئاب يحدث لبعض الأمهات بعد ولادة الطفل لاسِيَّمَا إن كانت المصابة به أم لأول مرة، وتمر الأم بمزيج معقد من التغيرات العاطفية، والسلوكية، والجسدية، فقد نراها تعاني من نوبات من البكاء المتكررة، وتقلبات مزاجية حادة،
والشعور الدائم بالوحدة.
لا يجب أن يتعامل الأشخاص المحيطون باستخفاف مع هذا المرض، كذلك يجب التنبيه أن هذه الحالة المرضية ليست خطأ الأم، إنما هي مشاعر سلبية تصيبها بغير قصد منها وخارجة عن إرادتها، فهي حالة تؤثر على واحدة من كل سبعة أمهات جدد، كذلك هي حالة شائعة نِسْبِيًّا ويتوفر لها العلاج والمتابعة من قبل أطباء متخصصين.
اقرأ أيضاً:ارتفاع ضغط الدم للحامل يصيب 5-8% من الحوامل Gestational Hypertension
أنواع الاكتئاب الأخرى التي قد تصيب الأم بعد الإنجاب
يخلط كثير من الناس بين حالتين تصيب الأمهات بعد الإنجاب، ألا وهما الكآبة النفاسية، واكتئاب ما بعد الولادة، وذلك نظرًا لتشابه الأعراض بينهما، لكن يكمن الفرق في اختلاف الفترة الزمنية التي تظهر خلالها الأعراض.
الكآبة النفاسية: هي حالة من الحزن، والبكاء، والقلق دون سبب واضح، وتغيرات في الشهية وكذلك في الحالة المزاجية، وتصيب 50 %- 75 % من الأمهات بعد الولادة، وتبدأ في الأسبوع الأول وتستغرق أسبوعين فقط حتى تتلاشى تمامًا دون الحاجة إلى إدخال أدوية، وتكون الأم في حاجة ماسة إلى الدعم من قبل المحيطين بها.
ذهان ما بعد الولادة: هو شكل حاد من أشكال الاكتئاب بعد الولادة، وهي حالة نادرة تحدث ل 1 من كل 1000 امرأة، وتعاني المصابة من الحزن والقلق والتوتر والبكاء بالإضافة إلى الهلاوس والأوهام والهوس، ويستمر من بضعة أسابيع إلى شهور، وتحتاج الأم إلى تدخل طارئ ونقلها إلى المستشفى وتلقي العلاج مع المتابعة المستمرة، فقد تفكر الأم في الانتحار.
اعراض اكتئاب ما بعد الولادة
تختلف أعراض اكتئاب ما بعد الولادة من امرأة لامرأة أخرى، كذلك تختلف في حدتها، فقد تكون أعراضًا خفيفة أو شديدة الخطورة، وتبدأ أعراض اكتئاب ما بعد الولادة ما بين أسبوع إلى أسبوعين عقب الولادة، وتشعر الأم بالآتي:
- القلق المفرط أو الشعور بالضيق.
- البكاء لفترات طويلة دون سبب.
- الشعور الدائم بالذنب.
- فقدان الشغف في الهوايات والأشياء الممتعة لها سابقًا.
- فقدان الشهية.
- الأرق واضطرابات النوم، أو الرغبة في النوم لمدة طويلة.
- صعوبات في التركيز وفقدان الطاقة.
- عدم الاهتمام بالطفل، وأفكار عن إيذائه.
- أفكار عن الانتحار.
قد تشعر المريضة أنها أم غير جيدة، أو أنها تكره طفلها، لكن هذه الأفكار تخلو تمامًا من الصحة، فأنتِ لستِ الشخص الوحيد الذي يشعر بهذه المشاعر السلبية، وهو أمر خارج عن إرادتكِ، ولا يعني أبدًا أنكِ سيئة.
اقرأ أيضاً: الصداع Headache
اقرأ أيضاً: الضعف العام … و7 طرق للوقاية منه
أسباب وعوامل الخطر لاكتئاب ما بعد الولادة
لا يوجد سبب واضح ودقيق لحدوث اكتئاب ما بعد الولادة، ولكن هناك عوامل قد تؤثر في الإصابة به بعد الإنجاب منها:
الهرمونات: يرتفع هرمون البروجسترون إلى أضعاف نسبته الطبيعية في الحمل، ثم ينخفض انخفاضاً حاداً في غضون ساعات بعد الولادة، يرى الباحثون أن هذا التغير السريع في مستوى الهرمون من شأنه أن يصيب الأم بالاكتئاب.
العوامل الجسدية: وتشمل الحرمان من النوم، و الأمراض الجسدية الأخرى، وانخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية، وتعاطي المخدرات أو الكحول.
العوامل العاطفية: وتشمل الخلافات الزوجية، أو وقوع طلاق حديث، أو المرور بحدث مرهق كفقدان وظيفة، أو فقدان أحد من أفراد الأسرة.
عوامل أخرى مثل:
- تاريخ من الاكتئاب قبل الحمل أو في أثناء الحمل.
- العمر في وقت الحمل (فكلما كانت المرأة صغيرة في السن كلما زادت فرصة حدوث اكتئاب ما بعد الولادة).
- إنجاب طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
- العيش وحيدة، أو ضعف الدعم الاجتماعي.
- القلق بشأن القدرة على رعاية المولود الجديد.
اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية الاعتمادية
تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة.
إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين فيجب الاتصال بالطبيب فورًا، ويقوم الطبيب بالتشخيص من خلال قائمة من الأسئلة يطرحها على المريضة، فيسأل عن أنماط النوم والمشاعر والاضطرابات التي تشعر بها الأم كاملة، وما إذا كانت المريضة تتناول أي أدوية أخرى، وقد يطلب إجراء تحليل صورة الدم الكاملة لقياس نسبة هرمونات الغدة الدرقية ومعرفة ما إذا كانت تساهم في الاكتئاب.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة
يتم علاج اكتئاب ما بعد الولادة بأساليب مختلفة تعتمد على نوع الأعراض وشدتها، ومن هذه الأساليب:
التحدث إلى طبيب نفسي، ويشمل العلاج بالكلام والجلسات النفسية، وكذلك بالعلاج السلوكي المعرفي ويتمثل في استخدام التقنيات والاستراتيجيات التي تمكن المريضة من تغيير أنماط التفكير، والتعرف على التشوهات في التفكير، واستخدام مهارات حل المشكلات للتعامل مع المواقف الصعبة، وتنمية ثقة أكبر في النفس وقدرتها على التعافي.
العناية بالنفس واستخدام العلاجات الطبيعية، باتباع نظام غذائي صحي، والتمارين الرياضية الخفيفة، وممارسة اليوجا، والتأمل في الطبيعة، وتخصيص وقت للعناية بالنفس وكذلك الانضمام إلى حلقات ومجموعات مكونة من الأمهات اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، وتلقي الدعم من المتخصصين.
الأدوية: لا بدَّ أن تدرك المريضة أن العلاج بمضادات الاكتئاب يستغرق ما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة أسابيع حتى تعمل مضادات الاكتئاب وتشمل الآتي:
مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل: سيرترالين، فلوكستين.
مثبطات استرداد السيروتونين والنور إبينفرين (SNRIs) مثل: ولوكستين، بوبروبيون.
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs) مثل: أميتريبتيلين، إيميبرامين.
بريكسانولون: حقن وريدي يعطى إذا ظهرت علامات اكتئاب ما بعد الولادة على الأم وهي لم تزل بالمستشفى.
يؤدي التوقف عن تناول الأدوية دون الرجوع إلى الطبيب إلى عودة الأعراض مرة أخرى، حيث أن الطبيب يقوم بإيقاف الدواء تدريجياً بتناول جرعات أقل فأقل حتى التوقف تماماً، ويجب على الأم أن تخبر الطبيب إذا كانت تقوم برضاعة طفلها رضاعة طبيعية، فيمكن أن تنتقل الأدوية إلى الطفل من خلال الحليب، بشكل عام يعتبر معدل الانتقال إلى الحليب منخفض، وتعد مضادات الاكتئاب آمنة أثناء الرضاعة، ولكن تؤخذ الرضاعة الطبيعية بعين الاعتبار عند اختيار نوع الدواء المناسب.
اقرأ أيضاً: سرطان الرحم Uterine Cancer ..وكيف يتم تشخيصه؟
هل اكتئاب ما بعد الولادة يصيب الرجال؟
نعم، ويسمى اكتئاب الأب بعد الولادة، ويحدث ل 10 % من الآباء بعد الولادة وقد يستمر لمدة عام، وذلك بسبب الشعور بمستويات أعلى من القلق بعد قدوم المولود الجديد، وتظهر الأعراض مشابهة للأعراض التي تمر بها الأم كالحزن والقلق، وتغيرات في أنماط النوم والأكل. الآباء الجدد الذين أصيبوا سابقاً بالاكتئاب، أو لديهم مشكلات مالية، أو مشاكل مع الشريكة هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الأبوي.
هل يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة على الطفل الرضيع؟
نعم يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة على الطفل بالطرق التالية:
- قد يعاني الرضيع من مشاكل في النوم والرضاعة.
- قد يعاني الطفل من مشاكل في السلوك أو التعلم.
- قد يعاني الطفل من ضعف في المهارات الاجتماعية.
- قد يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النمو.
اقرأ أيضاً: بطانة الرحم المهاجرة Endometriosis .. وأنواعها 3 وخصائصهم
الوقاية وتجنب حدوث اكتئاب ما بعد الولادة
إذا كانت الأم لها تاريخا مرضياً سابقاً من اكتئاب ما بعد الولادة، فيجب عليها أن تخبر طبيبها أثناء التخطيط للحمل مرة أخرى، أو بمجرد معرفتها أنها حامل، ويأخذ الطبيب هذه النقطة بعين الاعتبار في مرحلة الحمل وما بعد الولادة.
في مرحلة الحمل، يراقب الطبيب المريضة عن كثب بحثاً عن علامات الاكتئاب، ويقرر إذا ما كانت الأعراض خفيفة يمكن السيطرة عليها من خلال الاستشارة ومجموعات الدعم، أو في الأعراض الأكثر حدة يصف الطبيب بعض مضادات الاكتئاب حتى أثناء الحمل.
بعد الولادة، يجري الطبيب فحصاً مبكراً بعد الولادة للكشف عن وجود أي أعراض تشير لاكتئاب ما بعد الولادة، فكلما كان اكتشاف الاكتئاب مبكراً، كلما كان تلقي العلاج أسرع، فيصف الطبيب مضادات الاكتئاب، والعلاج النفسي بعد الولادة مباشرة.
References
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/postpartum-depression/symptoms-causes/syc-20376617
https://www.webmd.com/depression/guide/postpartum-depression
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9312-postpartum-depression
https://www.healthline.com/health/depression/postpartum-depression#symtpoms
مقال رائع وممتاز فعلا لقد استفدنا منه كثيرا
لكن اول مرة اعرف ان الرجل يصاب باكتئاب بعد الولادة هل بسبب تعاطفه مع زوجته بعد الحمل امةفقط لمجرد القلق