
3D render of a medical background with brain being attacked by virus cells
Table of Contents
التهاب الدماغ Encephalitis هو مرض غير شائع يصيب الدّماغ مسببا التهابا في أنسجته ويحدث عادة نتيجة عدوى فيروسية تصيب الدماغ أو يحدث في حالات نادرة نتيجة عدوى بكتيرية، أو فطرية، وفي بعض الحالات يحدث بسبب خلل في جهاز المناعة بالجسم حيث يهاجم الجسم أنسجته وخلاياه.
يُعد الأطفال وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة أكثر عرضة للإصابة من غيرهم.
الفرق بين التهاب الدماغ والتهاب السحايا
يتشابه كلا المرضين في الأعراض وحتى في أسباب الإصابة حيث تحدث الإصابة بهما نتيجة عدوى فيروسية، أو بكتيرية، أو فطرية، أو طفيلية إلا أن الفارق الأساسي بينهما هو في مكان الإصابة حيث أن التهَاب السحايا يصيب الأغشية الرقيقة المحيطة بالدّماغ والحبل الشوكي بينما التهاب الدماغ يصيب الدماغ نفسه.
أنواع التهاب الدماغ
هناك نوعان من التهاب الدماغ:
1-التهاب دماغ أوّلي: حيث تصيب العدوى الدّماغ والنخاع الشوكي مباشرة وقد تصيب أجزاء من الدّماغ أو تصيبه بالكامل.
من الممكن أن تكون العدوى الأولية ليست إلا إعادة تنشيط لفيروس خامل من عدوى سابقة.
2-التهاب دماغ ثانوي: حين يصيب الفيروس أجزاءً أخرى من الجسم ثم تنتقل العدوى للدّماغ.
أسباب التهاب الدماغ
العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعًا وهناك العديد من الفيروسات المسببة لالتهاب الدماغ منها:
1-فيروس الهربس البسيط (HSV)
هناك نوعان من فيروس الهربس البسيط، النوع الأول مرتبط بقرح البرد وبثور الحمّى التي تظهر حول الفم، والنوع الثاني مرتبط بالهربس التناسلي، قد يسبب كلا النوعين التهابًا في الدماغ إلا أن الالتهاب الذي يسببه النوع الأول أكثر ندرة وقد يؤدي إلى تلف كبير في الدّماغ أو الوفاة.
2-فيروسات الهربس الأخرى
تشمل فيروس إبشتاين-بار(Epstein-Barr) الذي يسبب عادة مرض كثرة الوحيدات أو المعروف باسم داء التقبيل، وفيروس الحماق النطاقي(varicella-zoster) الذي عادة ما يسبب جدري الماء والهربس النطاقي.
3-الفيروسات المعوية
مثل فيروس شلل الأطفال (poliovirus) وفيروس كوكساكي (coxsackievirus)، اللذان يسببان عادةً مرضًا له أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا والتهاب العين وآلام البطن.
4-الفيروسات التي ينقلها البعوض
يمكن أن تسبب أمراضًا مثل التهاب الدماغ في غرب النيل، والتهاب الدماغ الياباني، والتهاب الدماغ الخيلي الغربي، قد تظهر أعراض العدوى في غضون أيامٍ قليلة إلى أسبوعين بعد التعرض لفيروس ينقله البعوض.
5-الفيروسات التي ينقلها القراد
حيث ينتقل فيروس بواسان (powassan) عن طريق القراد ويسبب التهاب الدماغ وتظهر الأعراض عادة بعد حوالي أسبوع من لدغة القراد المصاب.
6-داء الكلب أو السعار(rabies)
ينتقل عن طريق عضة حيوان مصاب وتسبب العدوى تطورًا سريعًا إلى التهاب الدماغ بمجرد أن تبدأ الأعراض.
7-فيروسات الطفولة
مثل الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، عادةً تكون أسبابًا شائعة إلى حد ما لالتهاب الدماغ الثانوي وهذه الأسباب نادرة الآن بسبب توفر اللقاحات لهذه الفيروسات.
اقرأ أيضا: النقرس و6 حقائق عنه
اعراض التهاب الدماغ
قد تبدأ أعراض التهاب الدماغ بأعراض بسيطة تشبه أعراض الإنفلونزا مثل الحمّى، والصداع، وقد تتطور الأعراض بعد بضع ساعات أو أيام وتظهر أعراض أكثر حدة ومنها أعراض جسدية مثل:
- غثيان وقيء.
- ضعف بالعضلات.
- آلام بالمفاصل والرقبة.
وقد تظهر أيضا بعض الأعراض العصبية مثل:
- اضطراب السلوك والشخصية.
- فقدان الذاكرة.
- صعوبة في الكلام أو الحركة.
- حساسية للضوء.
- تشنجات.
- فقدان الوعي أو الغيبوبة.
أما الرضع والأطفال الصغار قد تظهر عليهم أعراض أخرى وتشمل:
- انتفاخ في المناطق اللينة في جمجمة الرضيع(اليافوخ).
- قيء وغثيان.
- تصلب الجسم.
- عدم الاستيقاظ للرضاعة.
تشخيص التهاب الدماغ
قد تتشابه الأعراض مع العديد من الأمراض الأخرى. نتيجة لذلك يجب الفحص جيدًا من قبل الطبيب لتسجيل جميع الأعراض الجسدية والعصبية التي يعاني منها المريض بالإضافة لبعض الفحوصات مثل:
- يقوم الطبيب بأخذ عينة من السائل النخاعي عن طريق إدخال إبرة في أسفل الظهر(البزل القَطَني أو البزل الشوكي)، وقد يظهر زيادة في نسب البروتين وكرات الدم البيضاء.
ولكن هذا الاختبار ليس دائمًا قاطعًا، وفي بعض الحالات قد تكون النتائج طبيعية على الرغم من إصابة المريض بالتهاب الدماغ.
- يساعد الفحص بالأشعة المقطعية في اكتشاف التغيرات في أنسجة الدماغ، ويمكنه أيضًا استبعاد الأسباب الأخرى، مثل السكتة الدماغية أو تمدد الأوعية الدموية أو الورم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي ويمكنه تحديد وجود ورم في الدماغ أو أي سبب آخر للأعراض.
- قد يُظهر مخطط كهربية الدماغ الذي يراقب النشاط الكهربائي للدماغ موجات حادة في الفص الصدغي أو كلا الفصين.
- إجراء فحوصات للدم والبول أو الإفرازات في الحلق بحثًا عن الفيروسات أو العوامل المعدية الأخرى.
- في حالات نادرة يمكن أخذ عينة صغيرة من أنسجة الدماغ لاختبارها وعادةً ما تؤخذ إذا تفاقمت الأعراض ولم يكن للعلاج أي تأثير.
هل التهاب الدماغ خطير؟
في الحالات البسيطة والمتوسطة يمكن التماثل للشفاء في غضون بضعة أسابيع دون مضاعفات خطيرة.
في بعض الحالات الحادة قد تتفاقم الأعراض وقد يؤدي في النهاية لغيبوبة أو للوفاة في حالات أقل من 10% من المصابين خاصة في حالات كبار السن وأصحاب الأمراض المناعية.
مضاعفات التهاب الدماغ
تتوقف فرصة حدوث مضاعفات على عمر المصاب وسبب العدوى وشدتها والفترة الزمنية بين ظهور الأعراض والتشخيص وتلقي العلاج.
في معظم الأحيان يساعد التشخيص المبكر والعلاج في تجنب المضاعفات.
ومن المضاعفات التي قد تستمر لفترات طويلة:
- التعب المستمر.
- ضعف التنسيق العضلي.
- تغير الشخصية.
- مشاكل في الذاكرة.
- شلل.
- مشاكل في السمع أو الرؤية.
- ضعف الكلام.
علامات الشفاء من التهاب الدماغ
يمكن أن تمتد أعراض التهاب الدماغ من يومين لشهرين أو ثلاثة أشهر ويحدث التعافي تدريجيا، وقد تمتد مرحلة التعافي لعدة سنوات وفقا لحالة المريض ومدى الضرر الذي أصابه.
يجب أن يكون هناك متابعة في فترة التعافي مع مختصين في إعادة التأهيل، وإصابات الدماغ، وعلم الأعصاب، والتغذية، ومختصين في العلاج الطبيعي عند وجود مشاكل في الحركة، ومختصين في العلاج الوظيفي عند وجود مشاكل في النطق أو الكلام.
علاج التهاب الدماغ
يتوقف اختيار العلاج المناسب على سبب العدوى وشدتها ويشمل العلاج:
- في الحالات البسيطة قد يحتاج المريض فقط للراحة مع تناول السوائل والأدوية التي تساعد في تخفيف الصداع والحمّى مثل الباراسيتامول أو الأيبوبروفين.
- إذا كانت العدوى فيروسية يتم العلاج باستخدام مضاد للفيروسات مثل الأسيكلوفير.
- إذا كانت العدوى بكتيرية أو فطرية يتم العلاج بواسطة المضاد الحيوي أو مضاد الفطريات المناسب.
- يصف الطبيب أدوية مثبطة للمناعة إذا كان الالتهاب بسبب خلل في جهاز المناعة.
- قد يلجأ الطبيب لاستخدام الكورتيزون لتقليل التورم والمساعدة في تخفيف الضغط على المخ.
- استخدام بعض الأدوية المهدئة في حالة وجود تشنجات أو للوقاية منها.
- التغذية الوريدية بالمحاليل المناسبة للحفاظ على نسبة السوائل بالجسم.
- التغذية الأنبوبية في حالة فقدان الوعي أو الغيبوبة.
- استخدام أجهزة التنفس أو الأكسجين الإضافي عند وجود اضطرابات في التنفس.
هل التهاب الدماغ معدي؟
التهاب الدماغ في حد ذاته هو مرض غير معدٍ لكن الفيروس المسبب للعدوى قد ينتقل من شخص لآخر.
اقرأ أيضا: ارتفاع ضغط الدم للحامل يصيب 5-8% من الحوامل Gestational Hypertension
كيفية الوقاية من التهاب الدماغ
- تعد اللقاحات ضد الفيروسات المعدية إحدى أهم الطرق للوقاية منه.
- تجنب التواجد في الأماكن التي يكثر فيها البعوض أو الحشرات وتغطية الجسم قدر الإمكان واستخدام المبيدات الحشرية عند الحاجة.
- الحفاظ على قواعد النظافة العامة، وغسل اليدين، وغسل الخضروات والفواكه جيدًا قبل تناولها.
- تناول الطعام الصحي المتوازن، وممارسة الرياضة، والحفاظ على الصحة العامة كلها أمور تعزز المناعة وتساعد الجسم على مقاومة الأمراض.
:References
- https://www.medicalnewstoday.com/articles/168997#treatment
- https://www.webmd.com/a-to-z-guides/understanding-encephalitis-basics
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/encephalitis/symptoms-causes/syc-20356136
- https://www.healthline.com/health/encephalitis
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/6058-encephalitis
- https://www.healthline.com/health/meningitis/encephalitis-vs-meningitis#differences
- https://www.nhs.uk/conditions/encephalitis/causes/#:~:text=Encephalitis%20caused%20by%20a%20virus,spread%20from%20person%20to%20person